مراقبة الناس و مصير من يفعلها
يكثر الحديث في زمننا هذا عن علة مراقبة الناس و الحرص على معرفة أخبارهم و ما يفعلونه و ما الذي يبحثون عنه وقد يصل بالبعض الحد إلى درجة طرح الأسئلة على من يحبون معرفة أمر و لا يكثرون إلى ردة فعله تجاه هذا التصرف مما يدفع بهذا الأخير إلى الإبتعاد عنهم و محاولة تجنبه قصد الإحراج , هذ الأمر جعل الكثير من الأدباء و الكتاب و الشعراء يكتبون فيه .
قال
الشاعر سلم الخاسر في أحد بيوت الشعر التي نثرها :
من راقب الناس مات هما و
فـــــــــاز باللـــذة الجســـور
وقد قصد الشاعر في معنى كلمة "راقب"
أي راعى ، فقد جاء في الآية الكريمة هذا المعنى كما في الآية التالية :قال
تعالى عن المشركين "... وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة "
حيث تعني كلمة لا يرقبون : لا يراعون فيكم قرابة و لا عهداً قصد الشاعر في
بيته هذا أن من يراعي الناس في أفعاله فإنه سيقضي على نفسه ويموت من الهم لأنه لن
ينجز أي شيء ، فكل عمل أراد أن يعمله تركه لأن الناس ستقول عنه كذا و كذا،فلا يتجرؤ
على أن يقدم على أي شيء أما قول الخاسر : "و فاز باللذة الجسور"
فكان يعني فيه الشخص المقدام الذي يفعل كل شيء يراه مناسبا دون أن يفكر بالإلتفات
إلى انتقادات الناس وآرائهم بهذا يمكننا أن نقول بأن الشاعر قصد بذلك أن إرضاء
الناس غاية لا تدرك ولن تدرك ، فليفعل كل واحد منا أي شيء يراه مناسباً شريطة أن
يكون ذلك في حدود رضا الله تعالى ، ودون أن يلتفت إلى أي أحد كما أن هذا المثل
يضرب عند الإشارة إلى الحسود وما يعانيه من ضيق وهم من رؤية الناس وما فيهم من
نعمة فيغتاظ من ذلك إلى أن يعتل قلبه وقد صاغ الشاعر سلم الخاسر بيته من بيت سابق
لبشار بن برد قال فيه من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللـهـجُ
كان بشار معجبا ببيته جدا وحين سمع ببيت "سلم" قال: أوخ، ذهب والله
بيتي، لوددت أن ولاءه لغير آل أبي بكر الصديق فأقطعه وقومه بهجوي.
فما يمكن أن نضيف إلى ما جاء به الشاعر إلى هذا الموضوع هو أن ندعو الله تعالى أن يجنبنا إتباع عورات الناس و أن يجعلنا من الذين يعملون على الخير و يسعون إلى مساعدة الناس في هذه الحياة و للأعمال الصالحة عوض السعي في المساوء و العورات.
تعليقات: 0
إرسال تعليق